تونس المُورِسْكِيَّة



 بداية بعد نهاية


المقدمة
وُلدوا من رماد الإمبراطوريات… واستقرّوا حيث لا مكان للمنسيّين إلا الذاكرة

ليست هذه حكاية عن لاجئين… بل عن أندلسيين طُردوا من الفردوس، فحوّلوا المنفى إلى فنّ، والنكبة إلى نسيج مدن.

إنه تاريخ لا يُروى بالحروب، بل بأناملٍ زرعت التين على أطراف قرطاج، وبنَت النوافير في ساحات سليمان، 
وغزَلت من الحنين هوية جديدة لتونس.


بين 1609 و1614، لم تخرج إسبانيا الموريسكيين من ديارهم فحسب، بل حاولت اقتلاع آخر جذور الأندلس. لكنّ الجذور لا تموت حين تُنتزع، بل تُزهر بعيدًا، حيث لا يتوقّع التاريخ.

وهنا، في تونس، بدأ فصل آخر… لا يُكتب بالحبر وحده، بل يُنقش على المعمار، ويُتداول في الأسواق، ويهمس به الماء في الساقيات.


هذا الويب دوك ليس استعادةً لما حصل، بل محاولة لسماع ما لم يُقل: أن تونس لم تكن محطة وصول، بل بداية انبعاث. وأن الموريسكي، في منفاه، لم يكن ضحية، بل وريث حضارة، اختار أن لا يموت صامتًا.
من هم المورسكيين

> «الموريسكي ليس شخصًا نُفي من وطنه فقط، بل هو كيان جُرّد من حقه في التسمية، والدين، واللغة، والتاريخ… ثم طُرد ليصنع من منفاه ميراثًا جديدًا»— حسام الدين شاشية، الضفة الأخرى من الفردوس .


الموريسكيون، كما يقدّمهم المؤرخ التونسي حسام الدين شاشية، ليسوا مجرّد مجموعة من المسلمين المطرودين من إسبانيا، بل هم تجربة إنسانية وهوية مركبة، هجّرت قسرًا من المكان، وطوردت في التاريخ، وجُرّدت من أدوات التعبير الثقافي والديني واللغوي. 

لكن رغم ذلك، لم يستسلم الموريسكيون، بل أعادوا تشكيل ذواتهم في المنافي، وحوّلوا النفي إلى أفق جديد لبناء وطن رمزي.


يرى شاشية أن سياسات التنصير، والتجريد من الأسماء
 العربية، ومنع اللغة واللباس والمراسيم الإسلامية، لم تكن إلا محاولات لصهر هوية لا تزال تقاوم في الخفاء. فقد مارس الموريسكيون إسلامهم سرًا، واحتفظوا بوثائقهم وطقوسهم في كتيبات مكتوبة بالحرف العربي الإسباني (الألخميادو)


حين جاء الطرد النهائي بين 1609 و1614، لم يكن مجرد قرار إداري، بل عملية اجتثاث ممنهجة لذاكرة كاملة. ومع أن أكثر من 300 ألف موريسكي قد هُجّروا، فإن من نجوا أعادوا تركيب حياتهم في أماكن مثل تونس، والمغرب، والجزائر، لاجئين في التاريخ كما في الجغرافيا.

وفي تونس تحديدًا، يشير شاشية إلى أن الموريسكيين لم يكونوا غرباء تمامًا، بل وجدوا في البلاد بنية اجتماعية وثقافية استوعبتهم. فأسسوا أحياء جديدة كالتي نراها في تستور وسليمان، وأدخلوا تقنيات زراعية متقدمة، وأعادوا إنتاج الثقافة الأندلسية بنكهة مغاربية. لقد "أعادوا بناء الوطن من أشياء بسيطة: الخبز، اللهجة، طراز المنزل، والحنين"


وإذا كان الطرد الإمبراطوري قد سعى إلى محو الموريسكي من التاريخ، فإن شاشية يرى في فعل النجاة الثقافية مقاومةً صامتة:
> «المنفى لم يكن لعنة ، بل فرصة لتدوير المعنى، وإعادة >.تشكيل الذات خارج النظام الإمبراطوري القاهر»


الموريسكي، إذًا، ليس مجرد ضحية تهجير، بل فاعل ثقافي أعاد إنتاج نفسه على أنقاض  وطن مفقود
حسام الدين شاشية
أستاذ التاريخ الحديث في "جامعة تونس"
ومُتخصّص في الدراسات الموريسكية والعلاقات المغاربية/ الإيبيرية في الفترة الحديثة 
التوطين 
 شكلت السنوات الممتدة بين 1609 و1614 مرحلة فارقة في  تاريخ الضفة الجنوبية للمتوسط، حين تدفقت موجات الموريسكيين المهجرين قسريا من إسبانيا باتجاه سواحل المغرب الإسلامي، ومن ضمنها إيالة تونس العثمانية. 

وفي هذا السياق، يقدّم المؤرخ التونسي حسام شاشية قراءة دقيقة لمسألة التوطين في كتابه "المشهد المورسكي: سرديات الطرد و توطين المورسكيين"، لا تكتفي بسرد الحدث، بل تغوص في البنية الاجتماعية والسياسية التي شكّلت هذا الاستقبال وأعادت تشكيل المجال التونسي في مطلع القرن السابع عشر.

فتوطين الموريسكيين لم يكن مجرد عملية لجوء جماعي أو "إحسان سلطاني"، بل كان حدثًا تاريخيًا مركّبًا له رهانات ديمغرافية، سياسية، واقتصادية واضحة.


 فقد استقبلت تونس، بين 1609 و1614، قرابة 80 ألف موريسكي، وهو رقم ضخم بمقاييس ذلك الزمن، وتركّزوا في عدة مناطق تونسية ، بالإضافة إلى بعض القرى الداخلية مثل بني خيار، زغوان، تستور، وسليمان وفق شاشية .


 كما أن اختيار مواقع الاستقرار لم يكن اعتباطيًا، بل كان خاضعًا لتخطيط سلطاني عثماني ومحلي، يتقاطع فيه البعد الأمني مع الحاجة إلى استصلاح الأراضي وإنعاش الاقتصاد الزراعي والتجاري. فـ"المورسكي" بالنسبة للسلطة التونسية لم يكن مجرد لاجئ، بل كان فلاحًا متمرسًا، وحِرَفيًا ماهرًا، وتاجرًا ذا شبكة متوسطية، وهو ما جعل إدماجه هدفًا إستراتيجيًا.


يرى شاشية أن تجربة توطين الموريسكيين في تونس، رغم كونها ولّدت بعض التوترات، إلا أنها كانت في المجمل نجاحًا حضاريًا وبنيويًا. لقد ساهم هؤلاء الوافدون في تحديث الزراعة، وتوسيع شبكات التجارة، وتعزيز الطابع الحضري والثقافي لعدة مناطق تونسية، وهو ما جعل حضورهم دائمًا لا مؤقتًا، وتحوّلهم من "لاجئين" إلى مكوّن أصيل في النسيج التونسي
تستور

تمثّل مدينة تستور واحدة من أبرز تجليات الحضور  الموريسكي في تونس، وقد تحوّلت منذ أوائل القرن السابع عشر إلى فضاء مميّز لطبع أندلسي شامل. 


يشير المؤرخ حسام الدين شاشية إلى أن تستور لم تكن مجرد مركز استيطان، بل شكّلت "حالة حضارية" قائمة على إعادة تشكيل الهوية ضمن المجال المغاربي، متجذّرة في ذاكرة الأندلسيين المطرودين.

من أبرز معالم التأثير الأندلسي في تستور، الطراز المعماري
 الفريد الذي حافظ على عناصر العمارة الإيبيرية الإسلامية، كالنوافذ المشبّكة، والقرميد الأحمر، والمآذن المزخرفة.

كما ترك الأندلسيون بصمتهم في الممارسات الزراعية، حيث
 أدخلوا تقنيات جديدة في الري وغراسة الأشجار المثمرة كالرمان والزيتون و الحمضيات، إلى جانب عادات غذائية .
وموسيقية شكلت مع مرور الزمن هوية مميزة للمدينة.


ويرى شاشية أن تستور لم تكن فقط ملجأ للموريسكيين، بل "مختبرًا للاندماج الانتقائي"، حيث حافظت  على خصوصيتها دون الانغلاق، مما مكّنها من لعب دور حضاري متوازن بين الذاكرة الأندلسية والانتماء التونسي.

الجامع الكبير

يميز تستور الجامع الكبير أو كما يُعرف محليًا بـ"الجامع الأعجوبة هو أحد المعالم الأندلسية البارزة في شمال تونس، ويقع في قلب المدينة القديمة من تستور بُني في القرن 17 ويُجسّد في هندسته المعمارية وتفاصيله الجمالية خلاصة التقاليد الأندلسية التي حملها الموريسكيون معهم.

الساعة الشهيرة

لكن ما يجعل هذا الجامع فريدًا هو ساعته الشهيرة المثبتة أعلى مئذنته ذات الطابع الأندلسي. ليست بساعة عادية، فعقاربها تدور بعكس الاتجاه المتعارف عليه أي من اليمين إلى اليسار. ويُقال إن هذه الحركة العكسية تعكس شوقا لزمن مضى، أو مقاومة رمزية للنسيان والانصهار في محاولة لاسترجاع زمن الأندلس الضائع.

سليمان
ليست سليمان مجرد مدينة فلاحية في ولاية نابل، بل واحدة من أبرز آثار الموريسكيين في تونس.

 استقر بها أندلسيون مطرودون من بلنسية بداية القرن السابع عشر، وجعلوا منها مستوطنة تحمل بصمتهم الواضحة. جلبوا معهم تقاليدهم الزراعية الدقيقة، فحوّلوا الأراضي إلى بساتين منظمة، واعتمدوا أنظمة ريّ متقنة حافظت على خصوبة التربة لقرون.


الموريسكيون أعادوا تشكيل الفضاء العمراني فمنازلهم كانت مغلقة على الداخل، بفناء مركزي وحديقة داخلية، تعكس مفهوم الخصوصية الأندلسية.

 حتى اليوم، تُلمح في الأزقة الضيقة وبعض النقوش أثر تلك اللمسة الحضارية.

في سليمان، امتزجت الذاكرة الجماعية الأندلسية بالواقع التونسي، لكن دون أن تذوب تمامًا. 

فقد ظلّت بعض العائلات تحافظ على ألقابها ولهجتها المميزة وطقوسها الاجتماعية، في صمتٍ طويل يشهد على انتماء نُفي من الجغرافيا لكنه بقي حيًا في الناس.
نكهات لاجئة  : الأندلس على المائدة التونسية
ترك المورسكيون أثراً واضحاً ومتجذراً في المطبخ التونسي بإضافة أصناف جديدة من المأكولات وطرق الطهي لا تزال راسخة في الموائد المحلية.

في مقدمة هذه الأطباق، تحضر الشكشوكة، الطبق الشعبي التونسي بامتياز، الذي يجد جذوره في طبق "أوليا" (Olia) الإسباني، المنتشر في بلنسية وكاتالونيا. 

تطور هذا الطبق في بيئة جديدة، لكنه حافظ على جوهره: البيض، الطماطم، الفلفل، والتوابل، ممزوجة في قدر واحد، تعبيرًا عن وحدة النكهات وسط تنوّع المنفى.


أما عين السنيورة، فتجسّد بُعدًا بصريًا وسرديًا معًا. عجينة رقيقة تُقطّع إلى اشكال دائرية وتُزين بنصف بيضة مسلوقة بعد إخراجها من الفرن. تشبه هذه الوصفة إلى حد بعيد فطائر البحر الأبيض المتوسط، وتُعرف اليوم في بعض المناطق باسم "المالح والحلو"، لكنها تحتفظ باسمها الموريسكي المرتبط بلقب "السيدة" (Señora)، في إشارة إلى الأصول الإسبانية


وفي عالم المعجنات المالحة، يبرز طبق البناضج (Empanadas)، الذي لا يزال حاضراً في موائد المناسبات. وهي فطائر محشوة باللحم ومطبوخة في الفرن، وتحيط بها أساطير تتناقلها الألسن، تقول إن بعض الموريسكيين خبّأوا الذهب داخلها أثناء تهجيرهم.


المرقة الزعراء بدورها تُعدّ تعبيرًا صريحًا عن الذوق الأندلسي الراقي، الذي يقدّر التوابل الثمينة ويجعل من الزعفران أساسًا للنكهة واللون. كانت هذه المرقة، في عمقها، طبقًا احتفاليًا، ترتبط بالمناسبات الكبرى، ويُحضَّر فيها اللحم أو الدجاج في مرق مُذهّب، كأنها تقول إن المنفى لم يكن سببًا في التخلي عن الأناقة في التقديم.


، يحتل المرقاز (Collares) مكانة خاصة، وهو نوع من النقانق الحارة يعود أصله إلى التقاليد الأندلسية في حفظ اللحم وتتبيله . حافظ هذا الطبق على صيغته الأساسية، لكنه أصبح بمرور الوقت جزءًا لا يتجزأ من المائدة التونسية، يقدم في المناسبات والأعياد ويُطهى بطرق متنوعة.


أما الحلالم، وهي معكرونة مصنوعة يدويًا من السميد، فتُعتبر نموذجًا على المهارة الموريسكية في الطهي المنزلي. تُجفف بعد تشكيلها وتُطهى في مرق غني، وغالبًا ما تُزين بالجبن المبشور، في تعبير عن تزاوج التقاليد الإسبانية مع مكونات البيئة المحلية.


وفي عالم الحلويات، يلمع كعك الورقة كواحد من أبرز رموز الذوق الموريسكي في تونس، خاصة في زغوان. وهو معجّن دقيق الشكل، يُحضّر بعجينة رقيقة تحشى بمعجون الفواكه وتُلف بعناية، ويُعطر بماء الورد. لا يكتفي هذا الكعك بإرضاء الحواس، بل يروي فصلاً من الفصول  الأندلسية التي انتقلت إلى الضفة الجنوبية للمتوسط.

تلك الأطباق ليست مجرد وصفات، بل هي نصوص ثقافية
 خُطّت بالزعفران والتوابل والبيض والجبن، وصمدت في وجه النسيان، لتصير اليوم جزءًا من هوية تونس الغذائية. ومن خلالها، تواصل الذاكرة الموريسكية سرد حكايتها... ولكن هذه المرة عبر المذاق.
حين يعزف المنفى ​، لحن الوطن
المالوف، في أصل تسميته، مشتق من الجذر العربي "أَلِفَ" الذي يدلّ على الاعتياد والأُنس. 

وقد أُطلقت هذه الكلمة على النوبات الأندلسية التي أَلِفها سكان تونس، لم تأت هذه الموسيقى خالية من الوجع، بل مثقلة بالذاكرة والمنفى، فسرعان ما تحولت إلى طقس رمزي يُستعاد به الفردوس المفقود.


مع استقرار آلاف الأندلسيين في تونس  بدأت نوبات المالوف تتغلغل في الأحياء، ثم في القصور. وقد احتضنت الدولة الحسينية هذا الفن في القرن 18، لتشرّعه رسميًا ضمن بلاطها. 


ومع مطلع القرن 20، وبروز حركة وطنية سعت إلى تأصيل الهوية الثقافية التونسية في وجه الاستعمار، تولّت "الرشيدية" (1934) مشروع إحياء المالوف، بتدوينه وتنقيحه من التأثيرات المشرقية، تحت إشراف الموسيقي خميّس الترنان، وبدعم من رواد الحركة الوطنية كعبد العزيز الثعالبي.


في هذا السياق، يوضح المؤرخ حسام شاشية في بحثه "الموريسكيون في تونس: الاندماج والصوت الثقافي" أن المالوف لم يكن مجرد تراث موسيقي مهاجر، بل أداة اندماج وصياغة هوية جديدة للموريسكيين داخل المجتمع التونسي، وأن الدولة الحديثة، في عهد بورقيبة، اتخذته لاحقًا موسيقى وطنية تُبث في الإذاعة وتُدرّس في المعاهد، بوصفه ذاكرة مشتركة لكل التونسيين.


هكذا لم يبقَ المالوف فنًّا خاصًا بالأندلسيين، بل صار أحد أعمدة الموروث الموسيقي الوطني، يعيش في حفلاتنا، ويُؤدى في طقوسنا، ويُدرّس كأدبٍ موسيقي عتيق يربطنا بتاريخ أوسع من حدود البلاد.


كل نوبةٍ من المالوف ليست لحناً فحسب، بل خريطة منسية لمدينة أندلسية غابت، فبقي صداها يعبر الأزمنة...
حنان زبيس 
صحفية وأساتذة بمعهد الصحافة 
حفيدة مورسكيين

المنفى امتداد لظل الذاكرة


يقول المؤرخ حسام شاشية: "  تستبطن الذاكرة الشعبية التونسية عناصر موريسكية مبثوثة في الاهازيج الشعبية والمأكولات والعمارة واللغة اليومية من دون أن تكون واعيا دائما بمصدرها "

رغم هذا الحضور الوجداني بقي المورسكيون غائبين عن الرواية الرسمية للتاريخ التونسي فلا تذكرهم كتب التاريخ المدرسية إلا لماما ولا يتم ادراج مساهمتهم في تشكيل الهوية التونسية الحديثة.

هذا الغياب لم يكن بريئاً، بل يعكس توجهات محددة لتكريس سردية قومية اختزلت الهوية التونسية في ثنائيات محددة (عربية /إسلامية)

لكن أمام كل هذا التهميش التاريخي تصبح الذاكرة وسيلة مقاومة ناعمة توثق وتحفظ ما رفضه التاريخ الرسمي فالعائلات ذات الأصول الأندلسية حافظت على إرثها الثقافي والاجتماعي رغم تعاقب الأجيال .

فمن تقنيات الفلاحة الدقيقة بزغوان وسليمان ومن النقش والزخارف الأندلسية في تستور وصولا إلى المالوف ،الموسيقى الأندلسية التي تمثل ظل المورسكي حتى وإن لم يذكره التاريخ الرسمي.
حنان زبيس 
صحفية وأساتذة بمعهد الصحافة
حفيدة مورسكيين
الخاتمة
في الوقت الذي تتصاعد فيه خطابات الكراهية وسرديات المؤامرة ويتم استثمار قضايا المهاجرين لتغذية النزاعات الشعبوية.    

 يعد استحضار التاريخ المورسكيي في هذا السياق ليس كترفا تاريخي بل كضرورة معرفية لفهم تشكل الهوية التونسية في عمقها .

لأنها حصيلة تداخل مكونات عرقية وثقافية ودينية متعددة أمازيغية، يهودية، عربية، أفريقية ،،إسلامية وأندلسية مورسكية.
هذه الفسيفساء التي كونت الهوية التونسية تاريخيا والتي
 لا ينبغي أن تصبح ذريعة لتفكيكها باسم الخطر الديمغرافي أو الهوية المهددة .

فتونس كانت وما زالت ساحة لتلاقي الحضارات والثقافات لا ساحة انغلاق وإقصاء

 وبأن التعدد الثقافي عنصر إثراء لا تهديد ، وهو ما يتوجب أن نراكم عليه إعلاميا وتربويا وكذلك سياسيا ، دفاعا عن مجتمع منفتح ومتصالح مع ذاكرته وواع بتاريخه  وبإمكانه مواجهة التحديات الراهنة 
من موقع الوعي والإدراك لا من موقع الخوف والإقصاء .